.

.

terça-feira, 2 de agosto de 2011

الحملة التحسيسيّة لشباب حزب خضر على إثر حريق غابات وادي القصب

 الحملة التحسيسيّة لشباب حزب خضر على إثر حريق غابات وادي القصب
بسم الله الرحمان الرحي

حمام الغزاز، في 31 جويلية 2011

الحملة التحسيسيّة لشباب حزب خضر

على إثر حريق غابات وادي القصب

في إطار الأنشطة البيئيّة والإيكولوجيّة الميدانيّة التي يقوم بها دوريّا، وعلى إثر الحريق الكارثي الذي شبّ بغابات وادي القصب بمعتمديّة حمام الغزاز من ولاية نابل، قام العديد من مناضلي شباب الخضر يوم السبت 30 جويلية 2011 بزيارة استطلاعيّة إلى المنطقة المذكورة وبادروا بتنظيم حملة تحسيسيّة مع المتساكنين ضدّ ما تتعرّض له الغابات من حرائق وكيفيّة المحافظة على تراثنا الطبيعي وثرواتنا الغابيّة خصوصا وأنّ بلادنا عرفت في المدّة الأخيرة جملة من الحوادث المؤلمة التي جدّت على صعيد العديد من الجهات التونسيّة تتعلّق بحرق الغابات التي وصلت إلى حدود 49 حريق منذ غرّة جوان الفارط مع نسبة أضرار متفاوتة أتت على قرابة 150 هك، وتقطيع عشوائي للأشجار وتدمير المحميات الطبيعيّة والتي كان آخرها حرق 590 هكتار من غابة وادي القصب ومنطقة جزّار.
ولاحظ الأخصّائيون والمتعاطفون إلى جانب مناضلي حزب الخضر للتقدّم أنّ المنظومة الغابيّة في تونس عرفت عبر عقود مضت فترات من التدهور والهشاشة نظرا لتعرّضها لإعتداءات وإخلالات وضغوطات مختلفة منها بشريّة ومناخيّة ووقف الحضور على الأهميّة البيئيّة والاقتصاديّة لغابة وادي القصب الإصطناعيّة التي أحدثت بمقتضى أمر صادر بـ4 جويلية 1929 من أجل حماية مدن قليبية وحمام الغزاز والأضحية المجاورة من الكثبان الرملية والرمال الساحلية وعُرفت عبر السنين المتتالية بثراء غطاءها النباتي وثرواتها الطبيعيّة المتكوّنة من غابات الصنوبر البحري والصنوبر الحلبي والصنوبر الثمري والسرو والكلاتوس والأكاسيا وأكاسيا صقلوب والعرعر والسنديان وبعض الأنواع من الكافور وتواجد مركزا لتربية الحيوانات النادرة والمهدّدة على غرار سحلية باتر والعشب الأفعى وسلحفاة البركة الغربيّة إلى جانب عدد هام من أنواع من الثدييات كالقضاعة، والنمس والزيردة والطيور المستوطنة في المنطقة والطيور المهاجرة.

وأشاد أعضاء منظّمة شباب الخضر للتقدّم بما تمّ إنجازه في غابة وادي القصب حيث انتقلت من منظومة حماية طبيعيّة من الكثبان الرمليّة والإنجراف الذي كان يهدّد الأراضي الفلاحيّة المجاورة إلى غابة إنتاج للخشب وأنواع البندق والفستق والزقوقو، والتي تساهم بقسط كبير في مداخيل الغابات التونسيّة التي ناهزت السنوات الأخيرة 220 مليون دينار منها 13 مليون دينار مداخيل سنوية مباشرة (مداخيل مواد خشبية وغير خشبية) و207 ملاين دينار مداخيل غير مباشرة، هذا علاوة على دور الغابة الترفيهي لعائلات المنطقة.
كما نوّه شباب حزب الخضر للتقدّم بالمجهودات الجبّارة التي قامت بها كافّة الأطراف المتداخلة من أعوان الحماية المدنيّة وإدارة الغابات وأعوان الحرس والجيش والمتساكنين الذين هبّوا من القرى والمدن المجاورة قصد إيقاف وإخماد الحريق في أقرب الآجال والسيطرة التامّة على جيوب اللّهب.
وفي نفس السياق، وجّه شباب الخضر للتقدّم نداءً إلى إدارة الغابات للإسراع في قطع وقصّ حطب الأشجار المحروقة وتنظيف الغابة قبل حلول فصلي الخريف والشتاء والشروع في لإعادة غرس أشجار الكلاتوس وتهيئة وحرث الأراضي لإعادة زرع الصنوبر الحلبي
.
ومن ناحية أخرى، اطّلع الشباب على النزاعات العقاريّة التي ظهرت على السطح منذ ما يقارب العقدين حيث قام طرف من الجهة بإبرام عقد تشجير مع إدارة الغابات سنة 1961 قصد تشجير مساحة 198 هكتار وتثبيت كثبان الرمال إلى جانب استغلالها مدّة 30 سنة بمقتضى كرّاس شروط على أن يتمّ إرجاع هذه الأرض إلى أصحابها، غير أنّ السلطات المعنيّة ظلّت تستغلّ في هذه الوضعيّة وتماطل منذ 1991 في إرجاع الأرض إلى أصحابها خاصّة وأنّ الأملاك صارت على الشياع بما أنّ المنتفعين قاموا بتجزئتها وتقسيمها، من هنا رفعت منظّمة شباب الخضر طلبا للمكتب السياسي والأمانة العامّة من أجل مراسلة وزير الفلاحة والبيئة المؤقتة وحثّه على تسوية الإشكالات العقاريّة الشائكة عبر تسجيل الأراضي وتعويض أصحاب الحقّ وتسوية الوضعيّة الهشّة لأعوان الغابات والسهر على تغطية المنطقة بشبكة هاتفيّة إلى جانب العمل على التوقي من حرائق الغابات خاصّة خلال هذه الصائفة.
ودعا شباب الخضر أيضا الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الفلاحة والبيئة وإدارة الغابات إلى تحمّل مسؤولياتهم كاملة تجاه الوضع البيئي الكارثي بالعديد من الجهات وحماية الغابات المهدّدة بالاستنزاف والإتلاف بسبب الرعي الغير رشيد والتوسّع الزراعي على حساب المساحات الغابيّة والسهر على حماية الأصناف الحيوانيّة المختلفة من الصيد العشوائي ممّا يساعد على ضمان الإدارة المستدامة للغابات وإيجاد التوازن الصحيح بين الاعتبارات الاجتماعيّة والحياتيّة والبيئيّة وبين الاحتياجات التجاريّة والاقتصاديّة للمنتجات الغابيّة.
وأخيرا ولمزيد الإسهام في حملتنا التحسيسيّة حول أهميّة المحافظة على الغابات، توجّه شباب حزب الخضر للتقدّم إلى مدينة حمام الغزاز في إطار اللّقاء المباشر مع المواطنين ومتساكني المنطقة للحديث معهم حول أهميّة تكاتف الجهود من أجل إعادة تشجير المساحات المحروقة وقاموا بتوزيع ملصقات ومناشير بيئيّة قصد مزيد تحسيس وتوعية الأهالي حول ضرورة المحافظة على ثرواتنا الغابيّة والتي تعدّ إحدى العناصر الأساسيّة في التوازن الإيكولوجي، خاصّة وأنّنا نحتفل خلال سنة 2011 بالسنة الدوليّة للغابات.


               حزب الخضر للتقدّم

                        الأمين العام

                 منجي الخماسي

Nenhum comentário: